وزير النفط والبيئة البحريني والأمين العام لمنظمة أوبك يتحدثان في أكبر مؤتمر للنفط والغاز في الشرق الأوسط في المملكة
المنامة، البحرين: دشّن معرض الشرق الأوسط للنفط والغاز وعلوم الجيولوجيا (ميوس جيو ٢٠٢٣) عصرًا جديدًا للقطاع مع تسجيل أكثر من ١٧ ألف متخصص لحضور الفعّالية، التي اختتمت في ٢١ فبراير في مركز البحرين العالمي للمعارض. بالإضافة الى نخبة من العارضين ضمّت ١٨٠ شركة، وأكثر من ٨٠٠ ندوة قدمت خلال المؤتمر، وأكثر من ٣٠٠ ساعة من المحتوى المتخصص، لقد أصبح معرض ميوس جيو ٢٠٢٣ أكبر حدث في مجال النفط والغاز في البحرين على الإطلاق نتيجة لدمج معرض الشرق الأوسط للنفط والغاز ومؤتمر ومعرض جيولوجيا النفط في الشرق الأوسط.
وسيقام هذا المعرض،مرّة كل عامين، تحت رعاية ولي العهد ورئيس وزراء مملكة البحرين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله، كما يحظى بدعم رسمي من وزارة النفط والبيئة البحرينية والشركة القابضة للنفط والغاز نوجا القابضة، وهي الذراع الاستثمارية للطاقة في المملكة.
افتتح نائب رئيس الوزراء البحريني، معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، معرض منتجات وخدمات النفط والغاز الذي امتد على مساحة ١٨ ألف متر مربع في مركز المعارض الجديد المتطور في الصخير، بمساحة تفوق بنسبة ١٢٥% كل النسخ السابقة مجتمعة، واستقطب المعرض عارضين من أكثر من ٢٠ دولة، بما في ذلك شركات القطاع الكبرى و على رأسها أرامكو السعودية، وشركة نفط الكويت، وتطوير للبترول، وبيكر هيوز، وشيفرون، وهاليبرتون، وإس إل بي، ويذرفورد.
وفي افتتاح المؤتمر، الذي بلغ حجمه ثلاثة أضعاف المؤتمرات السابقة، قال نائب الرئيس وكبير مهندسي الحفر في أرامكو السعودية ورئيس لجنة ميوس جيو ٢٠٢٣، فيصل النغيمش، إن ادماج ميوس وجيو يستهل حقبة جديدًا لقطاعات النفط والغاز وعلوم الأرض في المنطقة.
كما اضاف "إننا نعيش في زمن من التطور السريع والملحوظ. وهذا يتطلب انتهاج منحا جديد من التفكير. إن ادماج ميوس و جيو في حدث وحيد يوحد التخصصات المختلفة، ويجمع كافة عناصر صناعتنا تحت سقف واحد. تحت شعار "حقائق اليوم، طاقة الغد"، و بذلك يلحق ميوس جيو ٢٠٢٣ بركب المشهد الصناعي الحالي السريع التطور".
وأضاف النغيمش أن المعرض والمؤتمر عززا ذلك من خلال عرض الابتكارات الخلاقة والتقنيات الرائدة التي تسمح بإطلاق العنان لتحقيق نتائج غير مسبوقة على مستوى الكفاءات.
كما أكد المؤتمر في شكله الجديد، على ضرورة خلق مستقبل أكثر استدامة للطاقة، من خلال سلسلة من الندوات حول مواضيع متقاطعة تناولت التحديات المعاصرة، والفرص المنبثقة عنها ، والقضايا التي تحظى بالاهتمام العالمي بما في ذلك انبعاثات الكربون، والاستثمارات، وسلسلة التوريد، والجغرافيا السياسية، والانجاز، والثورة الصناعية الرابعة، والمواهب في قطاع الطاقة.
وانطلقت فعاليات المؤتمر في ١٩ فبراير بكلمات ألقاها وزير النفط والبيئة البحريني والمبعوث الخاص للشؤون المناخية سعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه وسعادة هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة أوبك، حيث تناولا موضوع "العرض والطلب وأسعار النفط: كيفية إيجاد التوازن في سوق متقلبة".
وخلال خطابه المذهل، أكّد الغيص دور النفط والغاز المحوري في النمو العالمي، وحث الشركات على إثبات أنّ الصناعة قادرة على التطور جنبًا إلى جنب مع بقية العالم، وفي الوقت نفسه إزالة الكربون والحد من الانبعاثات.
وأضاف "لدينا صناعة تبعث على الفخر. فقد كانت هذه الصناعة على مدى عقود من الزمان مصدر التنمية الاقتصادية والتصنيع على مستوى العالم. يكفي أن نجول بنظرنا في هذه الغرفة؛ كل ما لدينا اليوم هو مشتقات النفط والبتروكيماويات".
كما صرح: "نحن لسنا منكرين لتغير المناخ، لكننا نعتقد أن التحول البيئي يجب أن يكون عادلاً. لا ينبغي شيطنة الصناعة أو تقديمها على أنها سبب المشكلة. هذا تصور خاطئ و سرد مضلل".
وأشار الغيص إلى أن الاستثمارات في القطاع تراجعت بشكل حاد في ظل التطورات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي وتقلبات السوق التي تشكل تحدياً إضافيا. حيث يتطلب قطاع النفط العالمي استثمار ١٢.١ تريليون دولار بحلول عام ٢٠٤٥لتوصيل الطاقة إلى العالم بأمان وفعالية أكبر. وقال: "هذا أمر بالغ الأهمية لأن الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع بنحو ٢٥ في المائة من الآن حتى عام ٢٠٤٥".
في تلك الأثناء ، فازت شركة أرامكو السعودية وتحالف ياباني مكون من شركة إنبكس/جودكو وشركة نيسان للكيماويات وشركة أويلميند بجوائز ميوس جيو ٢٠٢٣ للطاقة، والتي ركزت على التطبيقات الصناعية والتكنولوجيا وتنفيذ المشاريع لسد الفجوة بين التصميم المجرّد و الممارسة على أرض الواقع.
كما حصل الكونسورتيوم الياباني على جائزة "الابتكار والتكنولوجيا" عن تقنية الجيل الجديد لحبس المياه الكيميائية، بينما حصلت أرامكو السعودية على جائزتين في الفئات الثلاث. وحصل قسم الهندسة في شركة الطاقة العملاقة المنطقة الشمالية للإنتاج على جائزة "التحول وأداء المنظمة" عن مشروع بوابة التحول الرقمي: بوش ٤.٠، بينما فاز قسم إدارة المشاريع في أرامكو السعودية بجائزة "الاستدامة" عن مشاريع ميناء سبارك الجاف.
وقال محمد إبراهيم، مدير شركة إنفورما ماركتس المنظمة للمعرض: "إن فوز هذه التطبيقات والتقنيات هو اعتراف بالتقدم المحرز في قطاع النفط والغاز، والابتكار الذي يتخلل القطاع بأكمله الآن".
ثم أضاف: "نظرًا لأن التعاون هو الوسيلة المثلى لبعث مجموعة واسعة من الحلول لتلبية الطلب على الطاقة، فإن مؤتمر ومعرض ميوس جيو يوفر فرصة فريدة للتعلم والمشاركة وتبادل الأفكار والحلول".
كما تضمن المؤتمر الذي نظمته جمعية مهندسي البترول و الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول على مدى ثلاثة أيام، ، جلسة عامة للرئيس التنفيذي شارك فيها خمسة من أكبر الأسماء في الصناعة في العالم: سوغاتا ساها، رئيس شركةإس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايت؛ وناصر النعيمي، نائب الرئيس التنفيذي للاستكشاف والإنتاج في أرامكو السعودية؛ وجيف ميلر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة هاليبرتون؛ وكلاي نيف، رئيس شركة شيفرون الدولية للاستكشاف والإنتاج؛ ولورنزو سيمونيلي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيكر هيوز.
وتضمن جدول الفعاليات أيضًا برنامجًا للمهنيين الشباب والطلاب يهدف إلى تنمية الجيل القادم من المتخصصين في مجال النفط والغاز، وقرية الشركات الناشئة التي وفرت مسرحًا عالميًا لشركات تكنولوجيا الطاقة الناشئة.
وعلى أرض المعرض، استمتع الزوار بعرض نادر لعينات أساسية من تسلسلات الصخور الجوفية في شبه الجزيرة العربية وبعض من أكثر المناطق الهامة للنفط والغاز في العالم، ومعرض للسيارات النفطية مخصص لسيارات الطرق الوعرة والشاحنات والمعدات المتخصصة، وبرنامج مجاني للحضور من مختبرات حية وحوارات قيّمة يركز على التحول الرقمي والطائرات بدون طيار وحلول الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني والتقنيات ثلاثية الأبعاد.